قصة الظل المظلم
محتويات
الظل المظلم
كانت الليلة مظلمة وباردة، حينما انطلقت كاتي في رحلتها المعتادة عبر الغابة المظلمة. لم يكن هناك سوى ضوء خافت من القمر يتسلل خجولاً من خلال أغصان الأشجار المتشابكة. تسلقت كاتي المسار المعبد بالأشجار، حاملةً مصباحها الكهربائي الصغير لإنارة طريقها.
بينما كانت تمشي، شعرت بوجود شيء غريب يراقبها من الظلال. حاولت تجاهل هذا الشعور ولكنه لم يفارقها. كلما حاولت أن تلتفت، اختفى الشيء الغامض بسرعة في غياهب الظلام.
فجأة، انطفأ المصباح الكهربائي بشكل غامض، وترك كاتي في ظلمة تامة. همست نفسها بالهدوء، حاولت إشعال المصباح مرة أخرى، لكن لم يكن هناك أي تأثير.
أصبحت كاتي تشعر بخوف يزداد تصاعدياً، فقد ضاقت بها الغابة المظلمة وكأنها تحجزها داخل حلبة مظلمة من الخوف. سمعت أصوات غريبة من حولها، أصوات تشبه الهمسات البعيدة، تجعلها تشعر بأنها ليست وحدها.
فجأة، ظهر شكل غامض أمامها في الظلام. كان هذا الشكل عبارة عن ظل ملتف حول نفسه بشكل غريب، وكأنه يتربص بها. حاولت كاتي التحرك للخلف، لكنها شعرت وكأنها متجمدة في مكانها، غير قادرة على التحرك.
تحاول كاتي بيأس الهروب من هذا الشكل الغامض، لكنه يلاحقها بسرعة في كل مكان تذهب إليه. بدأ الشكل يتقدم نحوها ببطء مرعب، وكلما اقترب كان يظهر وجهاً غامضاً ومشوهاً.
تسارعت نبضات قلب كاتي، وبينما كانت على وشك أن تستسلم للرعب، سمعت صوت نغمة هاتفها المحمول. كانت نغمة تذكيرٍ بسيطة بوجبة عشاء كانت تنوي تناولها قبل الخروج.
فجأة، انفصل الشكل الغامض في الهواء كالدخان، وتبدد إلى هواء رقيق. عاد المصباح الكهربائي ليُضيء بالخجل مجدداً، وعادت الغابة إلى هدوئها المعتاد.
على الرغم من أن كل شيء عاد إلى طبيعته، إلا أن كاتي لم تنسى ما حدث. بدأت تتساءل إن كان ما رآته حقيقةً أم كانت مجرد خيالٍ من وحي الليلة المظلمة. ومع ذلك، لم تعد تمشي في الغابة المظلمة بنفس الطريقة كما كانت تفعل في السابق، لأن ذلك الظل المظلم لا يزال يخيفها في أحلك أوقات الليل.